حالة المرأة قبل الإسلام
كانت المرأة في الحضارة الرومانية رقيقا تابعا للرجل , لها حقوق القاصر, أو لا حقوق لها على الإطلاق. (مقارنة الأديان _الإسلام_ ص186)
أما في شرائع الهند القديمة فقد قضت : (إن الوباء والموت والجحيم والسم والأفاعي والنار خير من المرأة) . وحقها في الحياة ينتهي بانتهاء اجل زوجها الذي هو سيدها ومالكها, فإذا رأت جثمانه يحرق ألقت بنفسها في نيرانه, وإلا حاقت عليها اللعنة الأبدية.
هذا وجاء في شرائع (منودهر ما سترا) عن المرأة ما يلي: تعيش المرأة وليس لها خيار , سواء كانت بنتا صغيرة, أو شابة, أو عجوزا , فالبنت في خيار أبيها, والمتزوجة في خيار بعلها , والأرملة في خيار أبنائها , وليس لها أن تستقل أبدا, ولا تتزوج بعد وفاة زوجها, بل تهجر ما تشتهيه من الأكل واللبس والزينة حتى الموت, ولا تملك الزوجة شيئا, وكل ما تحرزه يذهب تواً لزوجها(مقارنة الأديان ج 4 ص72, 74) .
أما اليونانيون فعندهم المرأة من سقط المتاع, لقد كانت تباع وتشترى, وكانت تعد رجسا من عمل الشيطان. (مقارنة الأديان ج3 ص186)
أما في التوراة فالمرأة وصفت في (سفر الجامعة) بالكلمات الآتية: (درت أنا وقلبي لأعلم ولأبحث ولأطلب حكمة وعقلا, ولأعرف الشرّ أنه جهالة والحماقة أنها جنون, فوجدت أمرّ من الموت المرأة التي هي شباك, وقلبها شراك, ويداها قيود) (الإصحاح السابع: الفقرتان: 25, 26)
وفي الكنيسة الكاثوليكية وضح الكاتب الدنماركي wieth knudesen مكانة المرأة في العصور الوسطى فقال: كانت العناية بها محدودة جدا تبعا لاتجاه المذهب الكاثوليكي الذي كان يعدّ المرأة مخلوقا في المرتبة الثانية.
(feminism: translated to th English by arthyr chater).
وفي الجزيرة العربية لا يخفى علينا: ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم , يتوارى من القوم من سوء ما بشّر به, أيمسكه على هون أم يدسه في التراب, ألا ساء ما يحكمون) (النحل: 58_59)فان نجت الوليدة العربية من الوأد, وجدت غالبا في انتظارها حياة ظالمة, ليس لها فيها نصيب من الميراث وقد تكره فيها على البغاء. وقد تبقى بعد وفاة زوجها متاعا يورث.
ولخّص (قاسم أمين) حالة المرأة في العصور القديمة بقوله: (ترتب على دخول المرأة في العائلة حرمانها من استقلالها, لذلك كان رئيس العائلة عند اليونان والرومان والجرمانيين والهنود والصينيين والعرب مالكا لزوجته. وكان يملكها كما يملك الرقيق, بطريق البيع والشراء, بمعنى إن عقد الزواج كان يحصل على صورة بيع وشراء, فكان الرجل يشتري زوجته من أبيها فتنتقل إليه جميع حقوق الأب, ويجوز للزوج أن يتصرف فيها بالبيع لشخص آخر) (مقارنة الأديان ج3 ص188, عن كتاب (المرأة الجديدة ص17)
تلك هي المرأة في العصور القديمة , وتعال معي قليلا لنطل على حقوقها في ظل العصور الحديثة .
حقوق المرأة في العصور الحديثة:
فقد عقد في فرنسا اجتماع سنة 1586م ليبحث شأن المرأة, وما إذا كانت المرأة تعد أنسانا أو لا . وبعد النقاش قرر المجتمعون أن المرأة إنسان ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل , فاثبت الفرنسيون (إنسانية المرأة) تلك الإنسانية التي كان مشكوكا فيها من قبل, ولم يثبتوها كاملة بل جعلوها تابعة خادمة للرجل. وفي شباط عام 1938م, صدر قانون يلغي القوانين التي كانت تمنع المرأة الفرنسية من بعض التصرفات المالية, وجاز لها ولأول مرة في تاريخ المرأة الفرنسية أن تفتح حسابا جاريا باسمها في المصارف (مقارنة الأديان ج3 ص188).
وفي (إنكلترا) بقيت النساء حتى السنة 1850م غير معدودات من المواطنين , وضلت المرأة حتى سنة 1850م وليس لها حقوق شخصية , فلا حق لها بالتملك. وإنما كانت المرأة ذائبة في أبيها وزوجها, ولم تسو جامعة اكسفورد بين الطالبات والطلاب في الحقوق(في الأندية واتحاد الطلبة) إلا بقرار صدر في 26 تموز 1964م (صحيفة الأهرام تاريخ 26/6/1964
هذا ما كانت عليه المرأة في العصور القديمة والحديثة .
موقف الإسلام من المرأة :
أما موقف الإسلام من المرأة , فقد قرر المساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء إلا فيما دعت الحاجة الواضحة إلى استثنائه, فقد جاء في القران الكريم:(فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر وأنثى)(ال عمران 195) و(للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون)(سورة النساء اية 7)
فالآيات تجمع الذكر والأنثى تحت حكم واحد, ولكن بقيت مسائل ظنها مثيروها سوءات تمس الإسلام, فراحوا ينشرونها في نحيب وولولة وعويل , من اجل حقوق المرأة التي زعموا أن الإسلام هضمها, وفي قمة هذه المسائل : تعدد الزوجات والطلاق والقوامة وتأديب الزوجة.
وإننا سنوضح هذه النقاط في رسالة اخرى ان شاء الله تعالى , ولكن لا بد من التأكيد على أن الإسلام دين الفطرة والواقع, فالرجل يفضل المرأة في بعض الأمور من حيث القوة, وتحمل الصعاب, والكد والإرهاق. والعضلات الصلبة , أما المرأة فيعتريها الحيض في كل شهر أياما فيهز جسمها . وهي تنجب فتحمل عوارض الحمل والولادة.
فالإسلام يشرع تشريعا مثاليا للخاصة , ويحث اتباعه على اتباع هذا النهج المثالي , وهناك أناس لا يقوون على الوصول لهذه الغاية المثلى, فلا يدعهم يهيمون في الضلال بل يشرع لهم ما يوفق به بين طباعهم الشاردة وبين القيم الصحيحة. (مقارنة الأديان ج3ص192)
فتعالوا جميعا ايها الاخوة معا لنتأمل في عظمة الاسلام في تشريعه ونظمه وتعاليمه .