ذنوب تسلب الحسنات وتسيء العاقبة
منازل الآخرة والمطالب الفاخرة - الشيخ عباس القمي - ص 121 - 122
حكي ان تلميذا من تلاميذ الفضيل بن عياض - وهو أحد رجال الطريقة - وكان يعد من أعلم تلاميذه لما حضرته الوفاة دخل عليه الفضيل وجلس عند رأسه وقرأ سورة ياسين . فقال التلميذ المحتضر : يا أستاذ لا تقرأ هذه السورة . فسكت الأستاذ ، ثم لقنه فقال له : قل لا إله إلا الله . فقال : لا أقولها ، لأني برئ منها . ثم مات على ذلك . فاضطرب الفضيل من مشاهدة هذه الحالة اضطرابا شديدا . فدخل منزله ولم يخرج منه . ثم رآه في النوم وهو يسحب به إلى جهنم . فسأله الفضيل : بأي شئ نزع الله المعرفة منك ، وكنت اعلم تلاميذي . فقال : بثلاثة أشياء : أولها : النميمة فاني قلت لأصحابي بخلاف ما قلت لك . والثاني : بالحسد ، حسدت أصحابي . والثالث : كانت بي علة فجئت إلى الطبيب فسألته عنها فقال تشرب في كل سنة قدحا من الخمر ، فان لم تفعل بقيت بك العلة . فكنت اشرب الخمر تبعا لقول الطبيب . ولهذه الأشياء الثلاثة التي كانت في ساءت عاقبتي ومت على تلك الحالة